سجل نجومية متألقة وكسب تعاطف الجمهور
كاركتر «حبيب الأعور» يُدخل إبراهيم الحساوي
في ذاكرة الأعمال الدرامية الخليجية
خلال التصوير ويبدو أنهم كسبوا الرهان فعلاً!
المسلسل الذي شهد حضوراً فنياً متألقاً وخلاّقاً للنجم السعودي إبراهيم الحساوي في شخصية «حبيب الأعور»؛ سجل إقبالاً جماهيرياً صنف المسلسل بين أكثر المسلسلات الخليجية تداولاً ونقاشاً خلال الشهر الكريم. «الرياض» التي واكبت تصوير المسلسل في مملكة البحرين منتصف يناير الماضي، تعود إلى الفنان السعودي لتسأله عن «شوية أمل»، ليجيب: «أصداء تبعث على البهجة والسعادة؛ هل تذكر في لقائنا الأول في البحرين أثناء تغطية «الرياض» للمسلسل ماذا قلت: لدي كثيرٌ من الأمل في مسلسل «شوية أمل».. أما الآن أستطيع أن أقول لك وبارتياح: مسلسل «شوية أمل» أحسن وأهم عمل».
الحساوي الذي أبهر الجمهور في مشاهد متعددة وهو يجسد شخصية العاشق الحنون المتعلق بزوجته (هاجر)، رغم معرفته بأنها لا تحبه بل وتخونه لاحقاً؛ مقدماً أمثلة درامية بارعة في الأداء المخلص والحرفي للممثل، كما شاهدنا في المشهد «الجنوني» خلال «مناجاته» بقرة الحضيرة (منولوج داخلي). ورغم صعوبة هذا المشهد إلا أن الفنان السعودي لم يتلفت إلى شيء «متوحداً» ومتقمصاً إلى أبعد درجات التقمص، حتى إنه تعرض إلى ضربة البقرة له دون أن يشعر. وحول هذا المشهد يتذكر الفنان إبراهيم الحساوي، قائلاً: «ضربتني البقرة في خاصرتي ولم أنتبه للضربة إلا في اليوم الثاني». مؤكداً أن المشهد صور مرة واحدة دون إعادة وهو ما يستحق له التصفيق إلى جانب المخرج علي العلي الذي قدم مقترحات سينمائية جذابة.
إبراهيم الحساوي أكد كذلك أن التحدي في الاشتغال على الشخصية جاء من الداخل، مشيراً إلى أن «الخارج انتهينا منه»؛ عبر المكياج والعدسة، حيث كان يمثل محجوب العين خلال المسلسل. ويؤكد الحساوي أن سر نجاح «شوية أمل» يأتي من الاستماتة في الصدق والتعبير عن الإنسان دون مبالغة أو زيف، التصاقاً بالناس في همومهم وانشغالاتهم اليومية
.
ويُضاف إلى جماليات العمل أنه قدم شخصية «حبيب الأعور» بعيداً عن الصورة النمطية للشخصية التي تكون محل ضعف واستهزاء داخل المسلسل رغم استهزاء الناس به كإنسان قبيح، وإنما كتبت الشخصية بذكاء لكي تكسب تعاطف الجمهور من خلال الكم الكبير من القيم والخصال التي يكتنزها هذا الرجل الفقير؛ مقوية طرف الصراع الدرامي، بين الجمال الداخلي (حبيب الأعور) والجمال الخارجي (عشيق هاجر) وهنا نرى كيف أجاد الكاتب وبلا تكلف أو وعظية في أن ينتصر للقيم عبر تعاطف المتلقي وإن هزمت هذه القيم عبر منطق الحب الذي انحازت له شخصية زهرة عرفات؛ في المسلسل الذي قدم بنكهة بحرينية محببة، أعادت الفنان البحريني إلى الواجهة بعد طول غياب.
وحول شخصية زهرة عرفات في المسلسل يمكن أن نشيد بالثبات والسكينة والهدوء التي تحلت بها شخصية (هاجر) أمام هول الصعاب.. ممسكة بإيقاع المسلسل منذ البداية بوصفها الراوية أيضاً؛ مقدمة أداءً موفقا وهي تجسد هذا النموذج الذي يتقاطع على مستوى المشاعر الأنثوية والداخلية، مع شخصية «وردة الهاني» عند الأديب اللبناني جبران خليل جبران؛ هذه المرأة التي انحازت للحب على حساب المجتمع والأسرة ولقيت ما لقيت من معاناة!.
أما عن شخصية فالح فيمكن أن نثبت ملاحظة على المسلسل وهي في اختيار الفنان محمد المنصور، الذي لم يكن مناسباً للشخصية على المستوى العمري، خاصة في الجزء الأول والقديم من المسلسل؛ إذ بدا أكبر من أن يزوجه أبوه..الخ؛ وكان على المخرج أن يشتغل أكثر على المكياج والإضاءة لإخفاء بعض علامات السن المتقدمة (الرقبة المفتوحة) عند (فالح)؛ لو أراد أن يتمسك حقاً بالمنصور كبطل أو أن يقوم بتعديل القصة ليلغي فكرة فرض وإصرار الأب بزواج (فالح) من ابنة عمه، كأن يحوله مثلاً إلى شخصية رجل أحب هاجر ولم يتزوجها في ظروف منطقية معينة؛ هذا إذا أراد المخرج أن يتمسك بالمنصور كممثل نجم؛ خصوصاً وأننا نعرف أن محمد المنصور يجب أن يجسد البطولة لضرورات فنية وإنتاجية وتسويقية.
الأمر الآخر أن المسلسل قدم بأسلوب الراوي الذي يسرد الحكاية من البداية إلى النهاية؛ وهو أسلوب حميمٌ وذو ألفة، لجأ إليه الكاتب من خلال شخصية (هاجر) لرفع نبرة صوت المرأة التي يحاول الانحياز إليها وأيضاً من أجل تبسيط الحكاية أكثر وهو المسعى الذي بدا واضحاً في قيام القصة على «حدوتة بسيطة» غير قابلة للتكلف وتمضي في زمنين متتاليين (الثمانينيات والوقت الحالي).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق