ورد في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ليتزين أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة"1.
إن مسألة التزين وتحسين الظاهر من الأمور التي أكدت الشريعة عليها، بل إن الله تعالى قد ذم الذين حرموا على أنفسهم ما أحله الله تعالى لهم فقال عز من قائل: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ امَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْاياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾(الاعراف:32)، فإذا كان الله تعالى قد أحل لنا هذه النعم، فليس لأحد أن يحرمها على نفسه بل إن الله تعالى يحب أن يرى أثر النعمة على من أنعم عليه ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده"2.
ومن الأمور المهمة المتعلقة بظاهر الإنسان مسألة اللباس فما هي اداب اللباس وكيف ينبغي أن يكون؟
اللباس زينة إن أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس هم القدوة لنا بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ورد في رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه السلام: "قال أبي ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلت: بلغني أن الحسن عليه السلام كان يلبس، وإن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي: البس وتجمل، فإن علي بن الحسين عليه السلام كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الاية: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾(الاعراف:32)3. فإذ كان حال أهل البيت عليهم السلام ذلك فعلينا أن نتبعهم في ذلك، لا أن نظهر حالة البؤس على أنفسنا ونعمة الله تعالى في أيدينا و نحن قادرون على تحسين مظهرنا ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: " إن الله يحب الجمال والتجمل، و يكره البؤس والتباؤس، فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل : وكيف ذلك؟ قال عليه السلام: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق"4.
ماذا نلبس؟ لقد أحل الله تعالى للمسلم أن يلبس ما يشاء من الثياب التي تحسن مظهره، إلا أنه حرم عليه أنواعاً من اللباس وهي:
1- لباس الشهرة وهو على عدة أنواع
أ- اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد أكدت كثير من الروايات على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن بكر البصري، على الإمام الصادق عليه السلام وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال عليه السلام: " يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال عليه السلام: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة"5.
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام قال: " إن الله يبغض شهرة اللباس"6.
وفي رواية أيضا عنه عليه السلام قال: " كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوباً مشهراً ويركب دابة مشهرة"7.
ب- من ثياب الشهرة أن يلبس الرجل لباس المرأة والمرأة لباس الرجل فقد كثرت الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لعن الله المحلل والمحلل له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسباً لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"8...
وفي رواية أخرى عن الإمام علي عليه السلام: " أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شيء"9. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق