العلامة النمر يحذر علماء البلاط
--------------------------------------------
تقرير خطبتا الجمعة بعنوان: "العلامة النمر: (علماء البلاط هم أداة لطغيان الطاغي
وجسور يمتطي بها ليمرر طغيانه)"
------------------------------------------------------
روابط خطبتي الجمعة الصوتية وبعدها نضع لكم التقرير الخبري للخطبتين:
الخطبة 1: الحسين (ع) شرعة ومنهاجاً
الخطبة 2: رسالة الإمام السجاد (ع) إلى علماء البلاط
وهذا التقرير الخبري للخطبتين:
حذر علماء البلاط من النار وغضب الجبار :العلامة النمر: (علماء البلاط هم أداة لطغيان الطاغي وجسور يمتطي بها ليمرر طغيانه).
أعرب سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر (دامت بركاته) أمام جموع المصلين بجامع الإمام الحسين (عليه السلام) بمنطقة العوامية في خطبة الجمعة؛ أن تعظيم الحرمات التي أمر بها الله في كتابه باجتناب قول الزور والرجس، وباجتناب الطاغوت وعدم اتخاذ الطواغيت أرباباً من دون الله حيث قال: "أن تمدح طاغوتاً هو قول الزور,أن تجتنب مجالسة الطاغوت ومدحه هو تعظيماً للحرمات ومأمن من الانزلاق في النار" على حسب تعبيره.
كما ودعا الشيخ النمر إلى: "تعظيم الحرمات" بقوله: "إن من حرمات الله التي يجب تعظيمها هو الإمام الحسين"، وتابع: "أن الإمام الحسين من الحرمات الثلاث", مستشهداً بحديث ورد في أمهات كتب العامة على ذلك, وقال: "أن المجمع الكبير للطبراني ذكر حديث مروي عن الإمام الحسين"ع"يقول فيه عليه السلام "إن لله حرمات ثلاث,من حفظهن حفظه الله في أمر دينه ودنياه,ومن لم يحفظهن لم يحفظه الله وتركه في شأنه,حرمة الإسلام وحرمتي وحرمت رحمي".
كما تحدث بإسهاب عن مكانة الإمام الحسين عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله "ص" مستدلاً بأحاديث عدة من كتب العامة، مؤكداً: "أن رسالة الأنبياء التي تمثلت في الإمام الحسين تتلخص في "أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" حسب تعبيره مستشهداً بالآية الكريمة "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت".
وفي رده على من يعتبر أحياء ذكر الحسين بدعة قال: "إننا حينما نحيي ميلاد الإمام الحسين أو يوم استشهاده فإننا نحيي شرعة ومنهاج الحسين والذي هو شرعة ومنهاج الأنبياء جميعاً".
ودعا الشيخ النمر إلى: "عرض القوانين الأرضية الجائرة والتي تنتهك حق الإنسان كالاعتقال بدون مبرر ولا شرعية وقتل المؤمنين على منهاج رسول الله", وتساءل مستنكراً: "هل هدر كرامة الناس وسلب الحريات من منهاج الرسول؟
هل كان من يعترض على الرسول "ص" يعتقل أو ينفى, أو يعذب؟"
وفي سياق مختلف أستنكر النمر تسمية حكام الجور والظلم والاستبداد بـ"بولاة الأمر" ذاكراً: "آيات القرآن صريحة في عدم جواز إطاعة هؤلاء الطغاة فضلاً عن اعتبارهم ولاة أمر!".
وذكر بعض الآيات التي تؤكد عدم جواز إطاعة الطغاة واعتبارهم ولاة أمر "ولا تطيعوا أمر المسرفين" و "ولا تطع الكافرين والمنافقين" و "ولا تطع المكذبين".
وأستدرك بـ"إذا الكافرون والمنافقون والكاذبون لا تجوز طاعتهم فكيف بالطاغي, هل تجوز طاعته واعتباره ولي أمر؟".
وعبر النمر "الطاغي ليس فقط لا تجوز طاعته بل يجب الكفر به, ولا يتحقق الإيمان إلا بالكفر به" ويذكر أن الشيخ النمر أعتبر تحريف المصطلحات القرآنية بتسمية الطاغي الظالم ولي أمر تجب طاعته تعدي على الله وتناقض صريح مع أوامر الباري عز وجل بعدم إطاعة الظلمة، وأضاف: إن منهج الحسين عدم مبايعة أمثال يزيد من طغاة العصر.
ودعا في ختام خطبته الأولى أهل السنة للتمسك بمنهاج الحسين وقراءة سيرته من جديد، وقال "أن لا سبيل لمحاربة الظلم والاستبداد إلا بمنهاج الحسين عليه السلام, لا سبيل للعدل والحرية إلا بشرعة الحسين, وإن الطغاة يغيبون منهاج الحسين ليبقوا متسلطين على العباد".
قد خصص سماحته في الخطبة الثانية بالحديث حول ميلاد الإمام السجاد عليه السلام، وقال سياق حديثه: إننا وبأحيائنا للمولد فإننا نحيي شرعة ومنهاج السجاد وبقية الأئمة سلام الله عليهم والتي تمثل شرعتهم ومنهاجهم شرعة ومنهاج السماء.
وقد تحدث النمر عن صلابة الإمام السجاد وكلماته الخالدة في قصر يزيد لعنة الله عليه وركز على: "أن المهزوم والمغلوب عادةً لا يقلد الغالب في سلوكياته وأفكاره ونظرياته حتى لغته غالباً لا ينساها مع مرور الأجيال، ولكن الإمام السجاد وهو المهزوم عسكرياً قد وقف كالطود الشامخ في مجلس يزيد لم يتراجع قيد أنملة"، وتابع بـ "إن الانتصار الحقيقي ليس الانتصار العسكري، الانتصار الحقيقي هو الثبات على الاستمرار في المنهج".
وفي سياق ذاته تحدث النمر حول منهاج الإمام السجاد عليه السلام من خلال كلماته الخالدة لأحد علماء بني أمية المعروف بـ "محمد بن مسلم الزهري"، مشيراً إلى: "أن الطغاة يستقوون على شعوبهم ويزدادوا طغياناً من خلال علماء البلاط، ويقدمون خدمة للطاغي بتثبيت أركانه بأكبر مما يقدمه أكبر وزير أو عميل للطاغي".
وأضاف بأن "رسالة الإمام السجاد (ع) رسالة خالدة لكل العلماء من شيعة وسنة ودعاهم للتأمل في رسالة السجاد (ع)" متسائلاً: "هل يمكن لعلماء البلاط أو أي عالم يتعامل مع السلاطين أن يظهروا علمهم بوجوب الكفر بالطاغي؟
هل يمكنهم أن يظهروا علمهم بأن ولاة الأمر لا تنطبق على الطاغي؟
هل يمكنهم أن يظهروا علمهم بعدم جواز التحاكم للطاغي؟".
قائلاً: "أن الظالم من دون عالم يعيش الوحشة ولكن علماء البلاط هم من يؤنسون وحشة الظالم".
وقد حذر سماحته: "علماء البلاط من النار وغضب الجبار"، ذكراًً أنه: "مهما كانت عطية الطاغي لتبرير طغيانه لا يساوي شيء يذكر أمام ما يسلبه منه".
واستدرك بأن: "علماء البلاط هم أداة لطغيان الطاغي وجسور تمتطى للطاغي ليمرر بها طغيانه"، قائلاً بأن: "طغاة العالم الإسلامي لا يمكن أن يطغوا إلا من خلال علماء البلاط الذين يبررون لهم طغيانهم ويفتون لهم حسب طلب الطاغي بتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله".
مؤكداً أن: "العالم حينما يركض لقصور الظلمة الطغاة فإن عموم الناس تركض خلفه للتسول على أبواب الطغاة".
ودعا النمر في ختام الخطبة: "عامة الناس بعدم سماع كلام علماء البلاط وعدم المضي خلفهم، وفي ذات الوقت دعاهم إلى الامتثال لتعاليم وإرشادات العلماء الربانيون"، الجدير بالذكر أن النمر حذر في أكثر من مورد في خطبته وخطب سابقة على "علماء البلاط من عاقبة خدمتهم للطغاة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق