حسن النية يشكل خطراً في الولايات المتحدة الأمريكية
برنامج جديد لوزارة العدل الأمريكية "لتحسين التواصل مع الجالية الإسلامية"
في الأيام الأخيرة تلقيت عدة مكالمات هاتفية واستفسارات بشأن الكيفية التي يمكن أن يتجاوب بها المسلمون مع بعض الجهود التي تبذلها الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون او الدخول في حوارات وبشكل أساسي عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، بالإضافة إلى الموظفين التابعين لجهات رسمية أخرى. ونصيحتي بصفتي محامياً هي أن مثل هذه الجهود يجب رفضها دائماً وبأسلوب لبق، وسأقدم لجاليتنا الكريمة الأسباب الذي دفعتني لتقديم هذه النصيحة:
قد يعلم الكثيرون منكم، بأني شاركت في عدد من القضايا التي تتعلق "بالإرهاب" في ولاية أوريجون وفي أماكن أخرى، وتجربتي المهمة الأولى في هذا الموضوع كانت في اعتقال الأخ المحامي براندون مايفيلد، الذي اعتقله مكتب التحقيقات الفيدرالي كشاهد مادي في تفجيرات محطة القطارات في مدريد في عام 2004، وكنت التقيت بمساعد المدعي العام الأمريكي في ولاية أوريجون، والذي كان متأكداً حينها أن بصمات براندون ما يفيلد وجدت في إحدى الحقائب التي استخدمت في التفجيرات، وبالرغم من القرار الذي صدر من قاضي المحكمة الفيدرالية الجزئية روبرت جونز، إلاّ أن ممثلي وزارة العدل قاموا بتسريب وجهات نظرهم للصحافة بأن البصمات "لا يمكن إنكارها" (كما جاء في صحيفة نيويورك تايمز) وأنها "مطابقة تماماً" (كما جاء في صحيفة لوس أنجلس تايمز). وقد تمت هذه التسريبات بطريقة غير قانونية وكان لها تأثير مدمر في نظر الجمهور للقضية، ولم يطلق سراح براندون من السجن إلاّ عندما أثبت ضباط الأمن الإسبانيين- الذين كانوا دائماً يشكون فيما توصل إليه مكتب التحقيقات الفيدرالي- أن البصمات كانت لرجل من شمال إفريقيا، براندون كان محظوظاً: فدليل براءته لم يكن محل نقاش (من تصدق؟) ولم يكن من الممكن إنكاره (لو استخدمنا كلمات مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسها). ولكن وللأسف الشديد، هناك ادعاءات مزيفة أخرى لم يكن دحضها بتلك السهولة.
ومنذ ذلك الوقت، ظللت أتعامل مع ادعاءات أخرى مذهلة لمسئولين فيدراليين، والادعاء التالي كان ادعاء وزارة الخزانة الأمريكية بأن أحد موكلي لديه علاقات "مباشرة" مع أسامة بن لادن. وقد نفى موكلي هذا الادعاء بقوة، بل أثبت بأنه غير صحيح، وفيما بعد قام المسئولون الفيدراليون بسحب هذا الادعاء، بعد أن تسببوا في أضرار جسيمة.
وفي تطور آخر ذي صلة بهذا الموضوع، وفي هذه الليلة يقبع بيت سيدا في سجن لين كونتي Lane County بانتظار النطق بالحكم بعد أن أدين بتقديم تقارير ضريبية غير صحيحة. وبيت سيدا مشهور في أوريجون بأنه رجل مسلم ينادي بالسلام والتفاهم المتبادل، وكان يمكن التعامل مع الانتهاكات الضريبية المزعومة التي يقال أن سيدا ارتكبها كقضية مدنية (ربما بالغرامة أو بسحب الإعفاء الضريبي) وفي أسوأ الأحوال كان يمكن أن تؤدي إلى فترة قصيرة جداً في السجن. ولكن بيت سيدا الآن يواجه حكماً بالسجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات، وربما في سجن ذي تدابير أمني عالية، لأن الولايات المتحدة تصر على أن يكون "دعم الإرهاب" جزءاً من الحكم الذي سيصدر بحقه.
لقد اختار بيت سيدا التواصل مع المسئولين الفيدراليين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث قام فعلاً بالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي حول ما يمكن عمله لحماية الأمة والإسلام معاً من أضرار أخرى قد تنجم من أعمال إرهابية محلية. وكانت محاكمته (التي جرت في يوجين) مثال لرهاب الإسلام Islamophobia ، ولم يعر المسئولون الحكوميون أي اهتمام أو اعتبار لنشاطه المؤيد للسلام وإدانته الدائمة للعنف والإرهاب. لقد هيمن الخوف على الدعوى الحكومية وتأثرت هيئة المحلفين بذلك، وما قام به بيت سيدا من "تواصل مع جهات انفاذ القانون" تحول ضده وضد أسرته، وضد الجالية المسلمة في نهاية المطاف.
والآن لدينا مقاضاة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لشاب مسلم في التاسعة عشرة من عمره ضلل على مدى ستة أشهر لدرجة أنه إعطي مبلغاً من المال ومسكن وقنبلة مزيفة وأمتعة شخصية وذلك لمجرد خلق حدث في عناوين الأخبار يثير صدى واسعاً. وحسب بعض المسئولين الفيدراليين، فلم يكن هناك أي تهديد ضد الجالية (بالرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يقول في تبريراته لهذا الموقف أنه كان يمكن أن يكون هناك تهديد لو لم يتدخل المكتب). والنتيجة المباشرة للحدث كانت تفجير مجهولون لمسجد كورفاليس Corvallis، واشارات التقارير الإخبارية أن الجالية المسلمة أنذرت مكتب التحقيقات منذ البداية وعبرت عن مخاوفها- ولعل هذا مثال آخر للتقارب من جانب المسلمين كان في غير محله.
ماذا تقول لنا هذه القضايا المحلية؟
هذه الدروس التي سقتها لكم تتضمن أن المسئولين الفيدراليين في كلا الإدارتين، إدارة بوش وإدارة أوباما، ليست لديهم رغبة حقيقية في الوصول إلى جذور العنف والإرهاب، بالرغم من أن مكافحة الإرهاب أصبحت أكبر صناعة لهذا البلد تنمو نفقاتها وتزداد بمليارات الدولارات، بل أظن أن المسئولين الفيدراليين (أكثر من غيرهم) يريدون بث الخوف لكي يهيمنوا على البلاد، لأن الشعب الذي يخاف على سلامته يصبح طيعاً سهل الإنقياد.
تذكروا التسريبات التي تمت للصحافة في قضية مايفيلد وفرية "العلاقات المباشرة" بأسامة بن لادن، والسعي لفرض تهمة دعم الإرهاب في محاكمة بيت سيدا، والجهود الإعلامية الهائلة التي أحاطت بالتطورات الأخيرة لقضية الشاب الصومالي؟ كل واحدة من هذه الأحداث ربما تبدو مؤسفة إذا ما نظرنا إلى كل منها على انفراد، ولكنها في مجملها تحمل دليل واضح على سياسة وتوجه جلي لا تخطئه العين.
والدرس الأكبر الذي يجب أن تتعلمه الجالية الإسلامية في اعتقادي بسيط للغاية، لأن الحكومة في واقع الأمر ليست مهتمة بالتفاهم المتبادل ومعالجة الأسباب الجذرية للعنف الإرهاب، وجهود التعاون معهم في ظل هذا الوضع لا محالة فاشلة، وستؤدي إلى أضرار مباشرة على جاليتنا، ولا يعني هذا أنه ليس لكل واحد منا واجبه في العمل ضد العنف والإرهاب، كما لا يعني أنه لا يجب علينا تبليغ سلطات الأمن عن أي سلوك يثير الشكوك أو يمثل تهديداً، بل يجب علينا ذلك، ولكني أعتقد أن تجربتنا المحزنة خلال السنوات الماضية أثبتت لنا أن الإسلام مستهدف وأن الهدف هو زرع الخوف في النفوس منه، ومن واجبنا أن نقف في وجه هذه القوى أيضاً.
ونصيحتي القانونية لأي مسلم تتصلت به الأجهزة الأمنية (وليس مكتب التحقيقات الفيدرالي فقط) هي أن يرفض بلباقة الدخول في أي حوار أو استجواب إلا بحضور محام يمثله. وهذا حق يكفله الدستور الأمريكي، ويجب أن نمارس هذا الحق. وقد أصدرت جمعية المحامين الوطنيين مؤخراً كتيباً بعنوان "من حقك أن تبقى صامتاً- دليلك "لمعرفة حقوقك في مواجهة الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون"".
والفقرة الأولى في الكتيب قدمت أفضل نصيحة، كما يلي: ماذا لو حضر رجل الشرطة إلى الباب؟ لا تدعو العميل أو رجل الشرطة لدخول المنزل. ولا تجب على أية أسئلة. وقل للعميل أنك لا ترغب في الحديث إليه أو إليها.ويمكنك أن تقول لهم أن محاميك سيتصل بهم نيابة عنك. ويمكنك فعل ذلك بعد أن تخطو إلى خارج المنزل وتسحب الباب من خلفك بحيث لا يمكن رؤية الجزء الداخلي لمنزلك أو مكتبك، ثم العودة إلى الداخل بعد أخذ معلومات الاتصال الخاصة بهم أو بطاقة الأعمال. كما يجب أن يتوقفوا عن طرح الأسئلة بعد ذلك. ولكن لو قدم العميل أو رجل الشرطة سبباً دفعه للاتصال بك، سجل ما يقوله وأرسل المعلومات إلى محاميك. حيث أن أي شيء تقوله بصرف النظر عما إذا كان يبدو خطيراً أو غير مهم، يمكن أن يستخدم ضدك أو ضد أشخاص آخرين في المستقبل. الكذب على العميل الفيدرالي أو تضليله جريمة يعاقب عليها القانون. وكلما أكثرت من الكلام كلما أتيحت فرصة أكبر للأجهزة الأمنية الفيدرالية في أن تجد خطأ ما فيما قلته (حتى لو قلته عن غير قصد) ويصرون بعد ذلك على اتهامك بالكذب على موظف فيدرالي.
سيتم توزيع نسخ من ذلك الكتيب في المساجد المحلية، كما يمكن تحميل الكتيب من الموقع الإلكتروني : http://www.nlg.org/publications/you-have-the-right-to-remain-silent/. .
وختاماً، أعتذر عن الإطالة، فجاليتنا عانت من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومن تداعياتها، وعلى كل واحد منا أن يبحث على السبل الكفيلة بالتقليل من هذه الأضرار التي نعاني منها. إن البرنامج الجديد "لتحسين التواصل مع الجالية المسلمة" يشير إلى أن الأجهزة المعنية بإنفاذ القانون ستكون أكثر عدوانية واقتحاماً وتهديداً لجاليتنا. وأعتقد أن أغلب الأمريكيين في السنوات القادمة سيدركون هذه الحماقة والتصرفات العبثية الظالمة للسياسات الحكومية الحالية، وسيندمون كثيراً على وقوفهم صامتين في وجه هذه السياسات. ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، لدينا التزام تجاه أنفسنا وتجاه جاليتنا بحماية أنفسنا.
الرجاء نشر هذا البريد الالكتروني على نطاق واسع.
وسأكون سعيداً للرد على أية أسئلة أو تعليقات حول هذا الموضوع.
1 ديسمبر 2010
لكن
من الصعب أن تجد فتاة تستحق التضحية
لاتحزنْـــــ إن خآنتك فتاة.
مرحباُ بك عزيزي عضو " مجموعة أفضل البريدية - B.S.T Group ".
** أرسل مشاركاتك عبر هذا العنوان: bst2029@googlegroups.com
** لخيارات أكثر:
http://groups.google.com/group/bst2029?hl=ar
** سياسة مجموعة أفضل **
ــ المشتركون فقط يمكنهم الارسال إلى بريد المجموعة.
ــ عند الرد على رسالة يتم إيصالها لمرسل الرسالة فقط .
** المشاركات التي يتم حذفها من المجموعة **
ــ الرسائل التي ليس لها عنوان أو التي يتضمن عنوانها FW أو RE أو اعادة توجيه.
ــ الرسائل المكررة.
ــ الرسائل التي تسئ للأديان أو المذاهب أو الأشخاص.
ــ الرسائل الغير أخلاقية.
::-------------------::
تعرف على أنشطة وأخبار المجموعة من هنا :
https://sites.google.com/site/bstgroup2009/
جميع الرسائل المرسلة تعبر عن رأي مرسلها وليست تمثل وجهة رأي الإدارة.
بريد الإدارة : bst2029.group@gmail.com
@@@@@@@@@@@@@
تابع رسائل المجموعة ودوّن ملاحظاتك على مدونة أفضل:
http://bstgroups.blogspot.com/
@@@@@@@@@@@@@
BST Group - 2009 -2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق