*العلامة السيد حسن النمر الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين، اللَّهم اجعلْ أعمالنا خالصةً لوجْهَكَ الكَريم، رب اشْرَحْ لي صَدري، ويسِّرْ لي أمْرَي، واحْلل عقدةً مِنْ لساني يفقهوا قَوليْ.
عبادَ الله! أوصيكم ونَفْسي بتقوى اللهِ. لا نزال نتفيأُ ظِلال عاشوراء. عاشوراء الحُرية، عاشوراء الكرامةِ، عاشوراء العزةِ واليقظةِ. الإمامُ الحسينُ (ع) وذكراه تُمَثِّلُ لنَا نحن المسلمين، وبخاصَّة أتباع أهلِ البَيتِ (ع)، مشروع يقظة لا ينبغي لنا أن نتخلى عنها في زمانٍ ولا في مكانٍ، وكما قال الإمامُ الراحل (رضوان الله عليه): كل ما لدينا من عاشوراء).
هذه الذكرى العطرة، على ما فيها من حزنٍ وآلامٍ، إلا أنها تمثل بارقةَ أمَلٍ، تَجعلُ من هذا الإنسانِ يَنتفِضُ من تحتِ الرُكامِ ليقاومَ أعَتى ما يُمكن أنْ يُواجَهَهُ من عدوانِ المعتدينَ، وليسَ هنالك حِقْبَةٌ من حِقَبِ الزَمنِ إلا ونجدُ (يَزِيداً) في مقابل (الحسين)، لذلك فإن هذه الذكرى تَدفعُ بنا إلى المستقبل بقدرِ ما نَسْتحضِرُ فيها الماضي.
أنطلقُ من ثلاثة نصوصٍ رُويَتْ بشكلٍ مَشهورٍ، إنْ لم تبلغْ حدَّ التواترِ، عن رَسولِ اللهِ (ص) وهي قولُهُ :
النص الأول: الحَسنُ والحسينُ إمامانِ قاما أو قَعَدَا.
والنصُّ الثاني : حسينٌ مِنيِّ وأنا مِنْ حُسِينٌ.
و النص الثالثُ: أحَبَّ اللهُ مَنْ أحَبَّ حُسيناً .
هذه النصوصُ الثلاثةُ، طبعاً وغيرُها مما وَرَدَ في الحُسينِ (ع) كثيرٌ، لكنَّ ما يخدمُ الفكرةَ التي أُريدُ أنْ أتَنَاوَلهَا بإيجازٍ شديدٍ هي هذهِ النصوصُ الثلاثةُ :
النص الأول يفيد أن للحسينِ (ع) مكانةً خاصةً في بُنيةِ التفكيرِ الإسلامي؛ بحيث أنَّ لهُ المقدميةَ، لهُ التقدمَ والتميُّزَ وأنَّ على الأمةِ أنْ تكون مطيعةً لهُ. كما قال اللهُ -عزَّ وجلَّ- : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾ [النساء/64]، وكما قالَ اللهُ – عَزَّ و جَلَّ – أنَّ الذينَ آمنوا يجب أن يطيعوا اللهَ والرسولَ وأولي الأمرِ منكم( ). أولو الأمرِ هؤلاءِ يتمثلونَ في الحَسنِ والحسينِ بَعدَ النَبَي وأميرِ المؤمنينَ (ع) لأنـَّهُ (لابدَّ للناس من أميرٍ)( ) ولا بدَّ للناس في الأمةٍ إسلاميةٍ أن يتمحوَرَوا حَولَ مَن يُجسِّدُ هذا المشروعَ ويطبقُهُ في نفسِهِ أولاً وفي خارجِ ذاتهِ ثانياً، ولن نَجدَ أفضلَ ممن أذهبَ اللهُ عنهم الرجسَ وطهَّرَهم تَطهيراً.
فالحَسنُ (ع) وأخوهُ الحسينُ ( ع ) إمامانِ، بمعنى:
أ - أنَّ لهما القيادةَ بعدَ رسولِ اللهِ (ص).
ب - وأنَّ على الأمة أنْ تطيعَهما؛ لأنَّهما مُطهرانِ من الرجْسِ والخبثِ ظاهَرِه وباطنِهِ، لا يقعان في خطأ، ولا يقعان في اشتباهٍ مما لايرضاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ للناسِ أنْ يَقعوا فيه.
وهذا عنوان مهمٌ.
النصُّ الثاني يؤكد على أن الحسين (ع) إنما كانَتْ لَه هذهِ الإمامةُ لأنَّهُ امتِدَادٌ طبيعيٌ وشرعيٌ لرسولِ اللهِ (ص)، (حسينٌ مني) على مستوى البنوةِ الصُلْبِيَّةِ. فالحسينُ ابنُ بِنْتِ رسولِ اللهِ (ص)، يترتبُ عليه ما يترتبُ على الآباء والأبناء من أحكام، لكن الحسين (ع) له بنوة أخرى وهي البنوةُ الفِكريَّةُ، (حسينٌ منيِّ) بمعنى أنَّ الحُسينِ (ع) لأنَّ رَسولَ اللهِ أبٌ لهذه الأمةِ ولو أردتْ أنْ تَبحثَ عن مصداقٍ للابن البار والابنِ الصالح فستجدُهُ في الحسينِ (ع) ولذا كان الحسينُ (ع) هو الابنُ البار للرسول الله، فسيكونُ سبباً ببركة هذه البنوة لأنْ يُحفظَ الإسلامُ بوجودِه، لا فرقَ في ذلك بين أنْ يتكلمَ أو يَسكتَ، بين أنْ يقومَ أو يَقعدَ، والمقصودُ من القيامِ والقُعودُ ليسَ القِيامُ والقعودُ بالبدن وإنما الصمت أو النهضة، الحسن (ع) اضطرتهُ الظروفُ إلى أنْ يسالم والحسين (ع) تهيئت له الظروفُ أن ينهضَ في مقابلِ طاغية زمانه، ولو أنهما تبادلا في الموقع لقام الحسن (ع) بما قام به الحسين (ع) لأنهما ينهلان من مَعينٍ واحدٍ.
النصُّ الثالثُ يؤكِّدُ على أنَّ الاعتقاد بإمامةِ أهل البيت ومنهم الحسين (ع) والاقتراب منه باعتبارِهِ تعبيراً عن الاقترابِ من رسول الله (ص) يكونُ سبباً لنيل محبة الله – عزَّو جلَّ -، ﴿قُلْ : إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ، فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ [آل عمران/31]. فإذا كان الحسين (ع) من رسول الله، فاتِّباعُهُ هو اتباعٌ لرسول الله وطاعتهُ طاعةٌ لرسول الله، ونيلُ محبة الحسين واتباعِه سيكون سبباً لنيل محبة الله عز وجل وسيراً في هذا الصراط.
منـزلة العقل عند الإمام الحسين:
في هذا البابِ هو يقولُ (عليه السلام) : أن هناك نقطةً يجبُ على المؤمنين أنْ لا يتخلوا عنها وهي أن اللهَ -عزَّ وجلَّ- أكرمَ على الناسِ بعقولٍ والعقلُ إنما سُمِّيَ عقلاً، لأنـَّهُ يحفظ للانسان تَفردَّه حيث تضغطُ عليه الشهواتُ والنزواتُ لتدفعَ بهِ إلى أن يُسيءَ الاختيارِ في قولٍ تارةً وفي فعلٍ أخرى. العقلُ من شأنه أن يجعل من الإنسان إنساناً. إذا أردتَ أن تتعرَّفَ على أن الله قَبِلَكَ ورَضَيَ عَنْكَ ، فابحثْ عن علامات تعقلك وعقلانيتك، يقول (ع): (من دلائلِ عَلاماتِ القَبَولِ، الجُلوسُ إلى أهلِ العُقُولِ)( ).
إذا منَّ اللهُ - عزَّ وجلَّ - على الإنسانِ بأنْ يكونَ مِن جُلاَّسِ أهلِ العَقْلِ ليكونَ عاقلاً فيما يختارُ، عاقلاً فيما يَرِدُ، بمعنى أنه يجلسُ ويدرسُ عواقبَ الأمور، فإنَّ كان هذا فيما يرضي اللهَ - عزَّ وجلَّ- أقدمَ عليهِ وإنْ كانَ مما يسخط اللهَ أحجمَ عنهُ وهذا دليلٌ على أنَّ الإنسانَ وفقَّهُ اللهَ إلى أن يختار هذا الطريق والمعركة القائمة بين الناس اليوم هذا الطريق يجب أن يسلك أو الطريق الآخر :﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء/10] .
ونقولُ في الآية الأخرى : ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة/6] ليس مسموحاً لنا ولا مطلوباً مناَّ أنْ نسيرَ في أي طريق وإنما نختار الطريق الذي يؤدي بنا إلى الخير إلى السعادة وإلى الوصول إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ-، وليست كلُّ الطرقِ تؤدي إلى اللهِ. الطريق الذي يؤدي إلى اللهِ هو الطريقُ الحقُّ دونَ ما سِواه وهذا الحقُّ لهُ رموزهُ له شعاراتُه له دلالاتُه.
أهل البيت (ع) الطريق إلى الله
ولا شكَّ أنَّ أهلَ البيتِ عليهم أفضلُ الصلاةِ والسلامِ هُمُ المجَسِّدُ الأكَمَلُ والمِصْدَاقُ الأفضلُ لمن يعبِّرُ عن هذه الطرق على مستوى التجسيد الشخصي وعلى مستوى الآراء، ولذلك لا يُقبل العمل ولا يؤدي عمل الإنسان إلى الله إلا أن يكون قد استقي من هذه القناة الطاهرة.
شرائح الناس:
إذا ما انتقلنا للتعرف على شرائح الناس، وهذا التقسيم للشرائح الاجتماعية ليس مقصوراً على الفترةِ التي عاشَ فيها الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حتى نستغربَ كيف لم يستجبَّ لهُ إلا هذه الثلة القليلة من بين كلِّ هذه الكثرةِ الكاثرةِ من الناس، ففي كل زمانٍ وأوانٍ سَتَرى هذا التقسيمَ بينَ الناسِ .
الشريحة الأولى : اللاأُباليون واللامبدأيون
هناك من الناسِ هو أشبه بالبهيمة (همُّها علفها)( )، كما قال أمير المؤمنين، لا يهمه إلا أن يأكلَ ويشرب. والغالبُ على كثيرٍ من الناس هو هذا ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ، وَلَوْ حَرَصْتَ، بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف/103]. قد يكونون صادقين، قد يكونون مبدأيين في بعض الفتراتِ في بعض المحطاتِ، لكنَّ السائدَ في حياتهم هو اللاأبالية واللامبدأية؛ بحيث لا تعنيهم مشاكلُ الناسِ. ولذلك ورد في الحديث الشريف عن رسول الله : ( من لم يهتمَّ بأمورِ المسلمينَ فليسَ بمسلمٍ )( ).
كيف يتوقع من شريحة وصل إلى آذانها وأسماعها ما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو الواجب الطاعة، في الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ثم يتخلُّون عنه في تلك الفترةِ الحرجةِ، لولا أنَّ هؤلاءِ مجسدونَ لللاأباليين واللامبدأية .
الشريحة الثانية: المصلحيون والانتهازيون
الذين لا يهمهم المبدأ بقدر ما تهمهم مصالحهم تجدهم يميلون مع كل مائلٍ، وينعقون مع كل ناعقٍ ، الغلبةُ مع مَنْ؟ إذا قَرَأوا الوضع الاجتماعي العاجل أن الغلبة ستكون مع الطرف الفلاني انحازوا إليه، ثم إذا بدت الكفةُ أنَّ الطرفَ الآخرَ سينحازُ ، فما أيسرَ أنَّ تنقلبَ الشعاراتُ بحيث يُصبحُ ما كان باطلاً بالأمس حقاً باليوم وما كان حقا بالأمس يصبح باطلاً اليوم. هؤلاء قد يعبِّرُ عنهم بـ(الملأِ)، كما في القرآن الكريم عن تعبير فرعون.
بعض الشرائحِ التي ليست بالضرورة من الأثرياء ولا بالضرورة هي من أهل المكانة الاجتماعية أكثر من عنوانٍ وأكثرَ من شكلٍ قد يتلبس به هؤلاء.
الشريحة الثالثة: السذج والبسطاء
هناكَ شريحةٌ ثالثةٌ هي شريحة السذَّج والبسطاء، لهم نية حسنة لكنهم لم يعملوا عقولهم بحيث لا يستطيعون أن يميزوا المبدئيَّ الصادقَ الوفيَّ من غيره يأخذون من الدين قِشْرِيَّاتِهِ وشَكليِّاتِهِ فيقرأُ عَنْ رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنَّ من ماتَ وليسَ في عُنُقِهِ بيعةٌ مات ميتةَ الجاهلية)( ) يُعرض عن مبايعة (أمير المؤمنين) فيسارعُ إلى مبايعةِ مثل (الحجِّاج).
مثل هؤلاء السُذَّج إذا كانت نياتهم حسنة هم سذج وهم بسطاء كيف يتأتى لك أن تأتي للحسين (عليه السلام) وتقدم له النصيحة، كما لو أنَّ الحُسِين لا يعرف تكليفَهُ!! هلْ أنت أعرف بالإسلام أكثر من الحسين (عليه السلام)؟! هل استقيتَ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما غابَ عن الحسين أن يأخذَهُ من رسول اللهِ؟!
نَجدُ هذه الشريحةَ التي قد يبدو عليها الزهدُ والتقدُّسُ على كثيرٍ من الأحيانِ فيكونُ الشَكْلُ شكلاً غرَّاراً، شكل مُغر عند كثيرٍ من الناس.
الشريحة الرابعة: السطحيون
هناك شريحةٌ رابعةٌ أيضاً قد تدخل ضمن السذج والبسطاء، ولكن قد نعطيهم عنوان آخر وهم السطحيون ليسوا سذج وبسطاء، فقط بل طبيعتهم القشرية، أي لا يهتم بإعمال العقل إلا في حدود ما يكون في قشر الدين يهتم بالمظاهر الدينية بالشعائر الدينية في شكلها دون مضمونها.
مثلاً: السطحيون الدين الإسلامي فيه مقاصد فيه أهداف عليا هذه الأهداف العليا لذلك السطحيون يدرسون العلاقة بين الأحكام يقولون عندنا بعض الأحكام تهيمن، نقول في الإسلام (لا ضرر ولا ضرار)( ). مثلاً لا يجوز للمرأة أن تتكشف أمام الأجانب. لكن لو توقف إنقاذ نفسها على أن تذهب إلى الطبيب وتتكشف، فيما لا يجوز أن تتكشف في الوضع الطبيعي الشريعة الإسلامية، تقول في مثل هذا المورد يصير لدينا تزاحم بين الأهم والمهم. بعضُ السطحيين يقول لا! هذا أمْرٌ محرَّمٌ لا تجيزه الشريعة الإسلامية، ويغفل عن أن هناك أهم وهناك مهم.
الشريحة الخامسة: الصادقون
الذين يدركون الدين يتفقهون في مضامينه ويتبصرون مضامينه ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب/23]، لديهم كامل الاستعداد ليدفعوا نتيجة ثمن تدينهم. هذا الدين ليس لعقاً على ألسنتهم يأخذونه اليوم ويتخلون عنه غداً.
هذا التقسيم مهم بالنسبة للناس؛ لأنَّ الإنسانَ يمكن أنْ يكون من أهل الشريحة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، وقد يكون في الليل من الشريحة الفلانية وفي النهار من الشريحة الثانية، في زمن الصلح في شريحة وفي زمن الحرب في شريحة أخرى.
مأساة غزة:
لذلك يحتاج الإنسان أن يحاسب نفسه حتى لا نبتعد كثيراً عن عاشوراء وغزة اليوم نموذج من هذه النماذج العرب.
في السابق الجاهليون ليسوا متعلمين لايقرؤون ولايكتبون،ليسوا (دَكاتِرَةً) ليسوا ملوكاً ليسوا رؤساءَ، ليس لديهم ما يملكه العربُ اليوم إذا جاء الجراد إلى مناطقهم، ليس البشر، إذا احتمى بشيخ القبيلة، يجيء للأكل، يمتشقُ حسامَه وهو على أتمِّ الاستعدادِ أن يقضي على من يصطاد الجرادَ وهو في مراعيه، فيه كرامة فيه عزة، لكن أين هذه الكرامة فيما نجده عن أهلنا في غزَّة، الصهيوني يقصف، والعربي يحاصِر! وكأنَّ عهدَه مع الصهاينة أقدسُ من عهدِهِ مع الله -عز وجل- من سمع مسلماً ينادي : يا للمسلمين فلم يجبْهُ فليس بمسلم)( )، هذا عهدٌ لا يجب عليه أن يراعيه في حين أن هذه المعاهدة التي وقعها مع الصهيوني هو على أتم الاستعداد أن يتمسك بها! وإن خرج من خرج من الناس مستنكراً، هذا [المستنكِر] إن لم يصنفْ ضِمْنَ المرضى النفسيين والعقليين، لأنَّه تظاهرَ فقط وعبَّرَ عن موقفهِ!!
هذا مرضٌ، هذا يندرج تحت أي شريحة؟ لا شكَّ أن هذا التصنيف من الناس تخرجهم من الشريحة الخامسة -شريحة الصادقين- وضَعْهُمْ في أي خانةٍ من هذه الخانات!!
ومن المؤسف أن يأتي رئيس دولة في فنزويلا ويكادُ يقطعُ العلاقات ويغلق السفارة، فيما نجد أن السفارات الإسرائيلية لا تزال قائمة في بعض البلدان العربية!! تُمنع الجماهير العربية في أن تعبر عن مشاعرها تجاه ما يحصل من مجازرَ، وقد تقطع علاقات هذه الدولة وقد تعاقب قناةً من القنواتِ لأنها فقط استضافت ضيفاً تكلم عن رئيس تلك الدولة، لم يقطع رأس طفلة !!،لم يهدم بيت على أحد!! لكن لأن هذا الضيف تطاول-بزعمهم- على رئيس هذه الدولة!! تغلق المحطةُ ويحاكم هذا الصحفي فقط لأنه قال: أنَّ رئيسَ هذه الدولة أصيب بمرض!! هذه إشاعةٌ لا يجوزُ للصحفي والقانونُ يمنع هذا الصحفي وأمثاله على أن يقول أن هذا الإنسان قد أصيب بمرض، في حين أن أهالي غزة يحصل فيهم ما يحصل، ويمنع على هذا المواطن العربي حتى أن يتضامن معه التضامن المؤثر.
أهلُ غزة لا يريدون منك أيها العربي وأيها المسلم دماً تتبرعُ بهِ إليهم ،أهلُ غزة لا يريدون منِّا أموالاً لأنهم لا يستطيعون أن يشتروا شيئاً بهذه الأموال!! أهل غزة يريدون منك أن تقف موقفاً رجولياً، لتقول لمن تستطيع أن توقفه عند حده، يجب عليك أن تتوقف عن هذا الظلم، لأنَّ:
مَنْ حُلِقَتْ لحُيَِةُ جَارٍ لهُ ... فَلَيَسْكُبِ المَاءَ على لِحْيَتَهْ
بطولات أهل غزة:
لكننا نحمد الله-عز وجل- على أن الحسين ينتصر في غزة، أهل غزة تعلموا الدرس من أتباع الحسين، تبين لهم أن مقولة (هيهات من الذلة) هي وحدها الكفيلة في أن تخرجهم من هذا الوضع الذي هم فيه، لذلك لما أخفقوا في خلال هذين الأسبوعين من إنزالِ الأذى بأهل غزة، دخلوا في الحِيَلِ السياسية فاستصدروا قراراً البارحة هو أشبهُ برفع المصاحفِ ليس إلا !.
ليس فيه إدانةً للمعتدي، بل فيه تسويه بين الضحية والجلاد، فيه لعب على الذقون، وقد يتفاخر بعض السياسيين ويقول نجحنا في استصدار قرار، صرَّح المسؤولون الإسرائيليون اليوم أنَّنَا سَنُطِيقُ ما يَنْسَجمُ مع مصالحنا و اعتباراتِنا فقطْ.
الحسين ضرورة
لماذا يكونون أقوياءَ و يلوون الأعناقَ في القانون الدولي و النصوصِ و المحاكمِ و أمثالِهِ فيما لا تستطيعُ هذه الأمة المترامية الأطراف أن تقف إلى جانب إخوانها المظلومين لولا أن الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يسجل حضوراً حقيقياً عند هؤلاء أما الذين سجَّلَ الحسينُ حضوراً في أوساطهم فمنطقهم الطبيعيُ (هيهاتَ منا الذلة).
لا يمكنُ لأهل غزة ولا لأي مظلومٍ أن يأخذ حقه إلا أن يكون لديه الاستعدادُ أنْ يُضْحِيْ بِشَيء من الثمنِ، لكنَّهُ ليس على استعدادٍ أن يضحي بكرامته و لا أن يُضَّحِيْ بِعِزَّتِهِ و اللهُ –عزَّ وجلَّ- غالبٌ على أمرِهِ ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة/249].
ليسَ مِنْ الصحيحِ أنْ نَقْرأَ الأمورَ دائماً على حساباتِ الربحِ و الخسارة، كم بني لك من بيت؟ كم هدم لك من بيت؟ كم ولد لك من ولد؟ الحسين (عليه السلام) حينما كتب إلى بني هاشم :
(بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم . أما بعد : من لحق بي منكم استشهدَ و من تَخَّلَفَ عنَّا لم يَبْلُغِ الفتحَ والسلامُ)( ).
الحسين ذهب إلى مهمة استشهادية يعلم مسبقاً أنه لن يرجع منها، لكنه يدرك أن استشهاده هذا سيكون فيه الفتح. و هذا ما حصل، حيث تقوض سلطان بني سفيان، ومن بعد ذلك تقوَّضَ سُلطانُ بَني العباسِ، ومن بعد ذلك أصبح الحسين (عليه الصلاة والسلام) رمزاً بعد أنْ اسْتَطَاعَتْ السُلْطَةُ في ذلك الوقتِ أنْ تُشَوِّهَ سُمَعَةَ الثورةِ الحُسينيةِ والنهضة الحسينية ليُسار ببناتِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أنهم من الخوارج الذين تجاوزا ما يجوز للمواطن أن يتجاوزه عمداً سيصبحُ خارجاً عن سلطان الدولة.
هذا المنطقُ كفيلٌ بأن يخرجَ الأمة من حالة الموات إلى حالة الحياة، ومن حالة السبات إلى حالة اليقظة، هذا المنطق الذي نحمد اللهَ سُبحانَهَ وتعالى على أننا وإياكم نتفيأ ظلالَهُ ويجبُ علينا أن نغرس حب الحسينِ وإحياء الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، لأننا كما آباؤنا السابقون لمسنا هذه الآثار، وفي واقعنا المعاصر لمسنا هذه الآثار. نسأل الله عز وجل أن نكون وإياكم من أتباع الحسين وممن يعمل بمنطق الحُسينِ أسأل الله لي و لكم التوفيق واستغفر الله لي ولكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* شبكة الصائغ الموسوي
مرحباُ بك عزيزي عضو " مجموعة أفضل البريدية - B.S.T Group ".
** أرسل مشاركاتك عبر هذا العنوان: bst2029@googlegroups.com
** لخيارات أكثر:
http://groups.google.com/group/bst2029?hl=ar
** سياسة مجموعة أفضل **
ــ المشتركون فقط يمكنهم الارسال إلى بريد المجموعة.
ــ عند الرد على رسالة يتم إيصالها لمرسل الرسالة فقط .
** المشاركات التي يتم حذفها من المجموعة **
ــ الرسائل التي ليس لها عنوان أو التي يتضمن عنوانها FW أو RE أو اعادة توجيه.
ــ الرسائل المكررة.
ــ الرسائل التي تسئ للأديان أو المذاهب أو الأشخاص.
ــ الرسائل الغير أخلاقية.
::-------------------::
تعرف على أنشطة وأخبار المجموعة من هنا :
https://sites.google.com/site/bstgroup2009/
جميع الرسائل المرسلة تعبر عن رأي مرسلها وليست تمثل وجهة رأي الإدارة.
بريد الإدارة : bst2029.group@gmail.com
@@@@@@@@@@@@@
تابع رسائل المجموعة ودوّن ملاحظاتك على مدونة أفضل:
http://bstgroups.blogspot.com/
@@@@@@@@@@@@@
BST Group - 2009 -2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق