أسامة الزبيدي
كنت في مكتبي أسابق الزمن لإنهاء قائمة طويلة من المهام المؤجلة خلال أيام الأسبوع، إلا أنني لاحظت هدوءا غريبا عم المكان على غير العادة، فلم أعد أسمع أصوات المعارك الضارية بين الأولاد والتي عادة ما تدور رحاها في الصالة المجاورة بعد الرجوع من أداء صلاة الجمعة في المسجد و التي لا ينجح في إنهائها سوى صراخ زوجتي الكافي لبث الرعب في قلوب أشد الفرسان وأعتاهم بما فيهم أنا!
حتى "عمر" الوافد الجديد لم أسمع له حسا أو همسا في ذلك اليوم وهو الذي إن تأخرت أمه في تزويده بوجبته اليومية المكونة من خليط غريب من الخضروات والفواكه المهروسة لوصل صوت نحيبه وعويله إلى بيت الجيران!
خرجت من مكمني أتلمس أسباب هذا الهدوء الغريب، خشية أن يكون ذلك بوادر (عصيان مدني) قد يؤدي تجاهله إلى مطالب واحتجاجات شعبية مستمرة بتغيير النظام خصوصا بعد أن رفضت ذلك الصباح طلبا ملحا لعامر بالذهاب إلى البر برفقة أبناء عمومته.
لكنني فوجئت بالجميع وهم متسمرين أمام جهاز التلفاز ذو الأربعة وأربعين بوصة وكأن على رؤوسهم الطير، فاقتربت أكثر لأتعرف على هذا البرنامج الذي نجح فرض الهدوء والانضباط في أرجاء المنزل لأكتشف أن ما يعرض ليس سوى مراسم حفل زفاف الأمير "وليام" إلى الحسناء" كيت ميديلتون" والذي كان على رأس قائمة الأخبار طوال الأسابيع الماضية.
حشرت نفسي بين الأولاد الذي رفض كل واحد منهم أن يتزحزح من مكانه لكي يفسح المجال لأبيه (أولاد آخر زمن!) لأنضم بذلك إلى الثلاثة مليارات مشاهد لهذا الحفل كما ورد ضمن إحصائيات إحدى الصحف الإنجليزية، قبل أن أتناول جهاز الآيباد لأتابع صدى هذا الحفل بين المغردين في تويتر،
وهو الحدث الذي لم يمر مرور الكرام، حيث تنوعت التغريدات ما بين التوثيقية التي كانت ترصد تفاصيل الحفل والمدعوين وملابسهم وأماكن جلوسهم وأزياءهم ، في حين ركز البعض على التغريد حول بساطة العريسين و وتفاصيل العلاقة الرومانسية التي جمعتهما قبل الزواج ، كما لم تخلو الساحة من بعض الظرفاء والمستظرفين ممن استغلوا الفرصة للتندر في المراسم الاحتفالية الهادئة لدرجة البرود ومقارنتها بمراسم الزواج الخليجية الصاخبة.
الملكة نفسها لم تنجو من التعليقات حيث استغل البعض ظهورها في الاحتفال بزي أصفر في تخمين هوية الفريق الكروي الذي تنتمي إليه!
وفي خضم سيل (التويتات) حول هذا الزواج الملكي لم يستثيرني سوى مجموعة تغريدات بطلتها إحدى الفتيات، وذلك تفاعلا مع تغريدة فكاهية أطلقتها تعليقا على طول العلاقة التي سبقت الارتباط الرسمي للعريسين والتي شبهها أحد الأصدقاء (بزواج المسيار) بعد أن استمرت قرابة العشر سنوات، وهي التي لو امتدت لشهور إضافية لشاهدنا الأمير الشاب أصلع الرأس فمن الواضح أنه يمشي على خطى أبيه الأمير تشارلز في طريق التصحر!
حيث استغلت تلك الفتاة العشرينية الحدث لكي تتغنى بالعلاقة العاطفية الحميمة التي جمعت بين العريسين وكيف أن هذا الزواج الأسطوري هو خير تتويج لمسيرة هذين العاشقين، قبل أن تقوم بتوجيه سهام النقد اللاذعة تجاه الشباب الخليجي وعن مدى (جلافته ودفاشته) في التعامل مع النساء، وأن الحب والعاطفة هو في أخر سلم أولويات الشاب عندما يقرر الزواج، في حين يحتل الجنس الحيز الأكبر من تفكيره وبعكس تصرفاته وأفعاله!
ذكرتني تلك (التويتات) الهجومية بالضجة التي صاحبت عرض المسلسل التركي الشهير (مهند ونور) قبل عدة سنوات ومظاهر (الهوس) التي انتبات كثير من الفتيات من جراء مشاهدتهن لهذا المسلسل، والصور الوردية التي رسمنها عن مواصفات فارس الأحلام المنتظر، ويبدو أنه قدِر لهذا الهوس أن يعود مجددا، بنفس السيناريو ولكن مع تغير الأبطال، فـ (وليام وكيت) صارا مهند ونور الخليج حتى إشعار آخر!
وبما أنني فضولي فأتمنى أن يمد الله في عمري لكي أشهر مستقبل تلك الفتاة التي كانت تدافع وتهاجم باستماتة، هل ستظل متشبثة بقناعاتها خصوصا بعد أن صرحت بأنها ترفض وبالشدة الزواج من سعودي أو خليجي بشكل عام وتفضل أن تظل في بيت أهلها؟!
أم أنها مجرد فورة (رومانسية) سرعان ما ستهدأ حالما يطرق الباب أول عريس و تستشعر خطر أن يفوت عليها قطار الزواج وتنضم إلى قوافل العانسات!
وأنا أكتب هذه السطور هناك مقطع لأغنية لأحد المطربين الخليجين لا أحفظ لها بداية ولا نهاية يرن في أذني وهي : "مردَك لي"!
::: مفضلة مجموعة أفضل - BST Group :::
مرحباُ بك عزيزي عضو " مجموعة أفضل البريدية - B.S.T Group ".
** أرسل مشاركاتك عبر هذا العنوان: bst2029@googlegroups.com
** سياسة مجموعة أفضل **
ــ المشتركون فقط يمكنهم الارسال إلى بريد المجموعة.
ــ عند الرد على رسالة يتم إيصالها لمرسل الرسالة فقط .
** المشاركات التي يتم حذفها من المجموعة **
ــ الرسائل التي ليس لها عنوان أو التي يتضمن عنوانها FW أو RE أو اعادة توجيه.
ــ الرسائل المكررة.
ــ الرسائل التي تسئ للأديان أو المذاهب أو الأشخاص.
ــ الرسائل الغير أخلاقية.
تابع رسائل المجموعة ودوّن ملاحظاتك على مدونة أفضل:
http://bstgroups.blogspot.com/
جميع الرسائل المرسلة تعبر عن رأي مرسلها وليست تمثل وجهة رأي الإدارة.
بريد الإدارة : bst2029.group@gmail.com
BST Group - 2009 -2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق