كما وصلني من مجموعة النور الحسيني
أنا حسين الجابر عمري ٢٩ سنه من أهالي تاروت متزوج ولي طفله اسمها بتول عمرها ٩ شهور ستكون في عداد الأيتام قريبا جدا ولي زوجه صالحه مؤمنه لم ادرك قيمتها إلا وأنا احتضر
سأروي لكم قصتي المؤلمة لأكون لكم عظة وعبرة
كما هو حال اغلب الشباب كنت اخرج مع اصدقائي طوال اليوم ولا اعود إلى المنزل إلا وقت النوم وكان عمري حينها ١٦ عاما وبدأنا التدخين بدافع اثبات الرجوله وتحدي بعضنا ولكي لا اكون انقص منهم بدأت معهم حكاية نهاية حياتي ألا وهي التدخين ومما شجعني على ذلك كون كلا والدي مدخنين لكن مع ذلك بدأت التدخين خفية عنهما لأن الإنسان دائما ما يخاف من التصرفات الخاطئه ويحاول أن يخفيها مع العلم أني السجائر المفضله لدي هي كلواز
الأن وبعد زواجي بسنتين بدأت اعاني من حساسيه في الأنف والعين لم اكترث كثيرا لأني اعاني منها من زمن طويل خصوصا ان لدي مشكله في الجيوب الانفيه
لكني وصلت إلى مرحله لا استطيع معها الكف عن حك عيني وانفي مع حساسيه شديده من اقل نسبه من الغبار وارهاق شديد وشعور بضعف عام
عندها قمت بمراجعة المستشفى وقام الدكتور باعطائي قطره للعين مع رشه للأنف وبدأت اتحسن مؤقتا عند بداية اخذي للدواء
لكن حالتي بدأت تزداد سوءاً وبدأت اشعر بصعوبه في التنفس مع احساس بارهاق شديد عندها تم تحويلي من مستشفى القطيف المركزي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لتبدأ رحلة معاناتي مع المرض الخبيث السرطان الذي اتلف ٨٥٪ من كلتا الرئتين ولم يتبقى منها إلا ١٥٪
ساحاول جاهدا أن اختصر الحكايه وان اقتصر على النقاط التي قد تفيد أي مدخن
بداية العلاج في المستشفى التخصصي كان العلاج الاشعاعي على يد استشاري فرنسي لمدة ٣ شهور دون تحسن عندها تم استخدام العلاج الكيميائي المميت وهاأنذا اكتب رسالتي على السرير الأبيض الذي سيكون نعشي الذي صنعته بيدي
سانقل لكم بعض ملاحظات هذا الاستشاري الفرنسي:
١/أن الاشخاص الذين يعانون من حساسيه في العين أو في الجيوب الأنفيه عندما يدخنون يكونون عرضة للإصابه بسرطان الرئه اكثر من الاشخاص العاديين بنسبة ٧٣٪ فكان يجب عليك التفكير مليون مره قبل ان تقدم على تدخين أي سيجاره
٢/قال لي انتم شعب بلا قيمه بالنسبة لحكامكم فلماذا لا تجعلون قيمة لأنفسكم
وكان يقول لي أنه لديهم في الدول الغربيه يمنع منعا باتا بيع السجائر لمن هم دون سن العشرين على عكس الدول العربيه التي دائما ما تجعل علب التدخين عند الكاشير مع الامور الصغيره التي دائما ما يأخذها الزبون دون التفات مثل العلكه والشوكولاته ..
وكان يقول ان لديه قريب يعمل في مصنع للسجائر وكان يقول أن السجائر المصدره لدول الشرق الاوسط تختلف عن تلك التي تباع في فرنسا حيث أن نسبة النيكوتين تكون اقرب للضعف من تلك التي تباع في الدول الغربيه وذلك لأنه كلما زادت نسبة النيكوتين كلما زاد الإدمان لدى المدخن وبالتالي يتم جني ارباح مضاعفه
٣/في احدى المرات رأى ابنتي بتول وكان يقول لي هل أذيت ابنتك بتدخينك كما فعلت بنفسك؟؟ فقلت له أني لا ادخن ابدا داخل المنزل او السياره
ولكنه رد علي أن ملابسي بحد ذاتها تعتبر بمثابة ٦٥ ٪ عبارة عن سيجارة مشتعله لأن المنسوجات تمتص الدخان بنسبه كبيره
والاطفال يتنفسون بسرعه وعند اقتراب هذه الملابس من اي طفل فكأنما تم تقريب أكثر من نصف سيجارة مشتعلة له وهذا يسمى بالتدخين السلبي الثالث...
بداية مكوثي في مستشفى القطيف كنت محاطا بالاهل والاصدقاء
وبدأوا بالانسحاب شيئا فشيئا
حتى اقتصروا على امي وابي وزوجتي وطفلتي
أما الآن وأنا في الرياض فلا أحد عدا زوجتي التي تطرق عشرات الأبواب علها تجد من ينقلها لمكتب السالم هي وابنتي لتتمكن من المجيء الي نهاية الاسبوع
الاصدقاء الذين ساعدوني على تدمير نفسي وتيتيم ابنتي وترميل زوجتي ذهبوا ولم يبقى لي احد
والداي كبيرين في السن ولا يحتملان تعب المشوار
اخوتي كل منشغل بعمله واسرته
وأنا صريع المرض
ابنتي بتول اعتذر إليك عن كل مرة اذيتك فيها بملابسي النتنه
اعتذر إليك ان كبرت وانت يتيمه
اعتذر إليك إن اتت عطلة نهاية الاسبوع وكان خروجك للعب بالرمل عند قبر والدك وليس للمجمعات ولمدن الالعاب كصديقاتك
اعتذر اليك ان مرضت ولم تجدي من يحملك للمستشفى
اعتذر إليك حتى آخر نفس في حياتي
زوجتي أم بتول
اعتذر اليك لترميلك وأنت في ريعان شبابك
اعتذر إليك عن المسؤلية الكبيرة التي القيتها على عاتقك
اعتذر إليك عن أي مرة تذمرت فيها من إلحاحك علي بترك التدخين
اعتذر إليك آخر نفس في حياتي.
كتبته في تاريخ 19/ 10 / ١٤٣٢ هـ
ولا اعلم هل تصلكم رسالتي وأنا حي أم قد فارقت الحياه
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق